"مودرن دبلوماسي": السيسي أغلق مسارات التغيير السلمي وعمق الاستقطاب
الخميس - 25 مارس 2021
نشرت مجلة “مودرن دبلوماسي” مقالا للدكتور محمد نصير، السياسي المصري، سلط خلاله الضوء على توحش الدولة ضد المواطنين في عهد عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري. وقال نصير في مقاله الذي ترجمته “الحرية والعدالة” إن الاستبداد في مصر بلغ درجة مخيفة، مضيفا أن سلطات الانقلاب تهدد المواطنين بتهم ملفقة، وتستنزف موارد الأمة وتنهب تراثها.
وأضاف أن نظام الحكم في مصر هو الحكم الفوضوي الذي يدفع المواطنين والأفراد إلى تبني أفعالهم على أساس شعورهم الغريزي، مضيفا أن حكومة الانقلاب تفضل معاقبة منتهكي القانون كلما رغبت، وغالباً ما يكون ذلك لدوافع سياسية، أو تغض الطرف عن جرائمهم مقابل رشوة.
وأوضح أنه منذ استيلائه على السلطة في عام 2014، تمكن السيسي من تأجيج غضب الشعب بأكمله تجاه نفسه بسبب أوامره الظالمة ومشاريعه غير المجدية وموقفه من البلطجة، مضيفا أن هذا سلوك الطغاة في كثير من الأحيان؛ والأنانية تمنعهم من أن يلاحظوا أوجه قصورهم ويخلقون ميلاً إلى طمس الحدود بين مكاسبهم الشخصية والتقدم الوطني. وفي الوقت نفسه، تمكن السيسي من وضع جميع السكان المصريين داخل وعاء مغلق بإحكام يمنعنا حتى من التلميح إلى إحباطنا.
ولفت إلى أن السيسي عمل على إيجاد عدد من الجهلة المتملقين له في القنوات الإعلامية المصرية وهم يشيدون بسياساته بحماس وبلا غفلة لبث الروايات الكاذبة لجميع السكان وتزييف وعيهم، وفي الوقت نفسه، كما يهدف السيسي إلى الترويج أن مصر دولة فقيرة وأن عدد سكاننا المتزايد بسرعة يعيق خططه للتحديث.
وأشار إلى أن السيسي نجح في تغيير نسيج المجتمع؛ فقد حاصرنا في العيش حياة غير كريمة لا معنى لها، وعمق الاستقطاب ونشر الكراهية بين المواطنين، في الوقت الذي لا يمل فيه السيسي من تكرار شعار أنه مستعد لترك منصبه إذا أراد المواطنون منه أن يفعل ذلك، مضيفا “عليه أن يبين لنا كيف يمكننا متابعة هذا المطلب سلمياً، فالانتخابات يتم تجهيزها مسبقا، ويمنع المواطنون من التعبير عن آرائهم في وسائل الإعلام العامة، إلى جانب حظر المظاهرات، وكل ذلك يعطي السيسي انطباعاً زائفاً عن شعبيته. واختتم قائلا:” في عهد مبارك، شككت في إمكانية حدوث أي نوع من الانتفاضة، معتقداً أن القبضة الحديدية لجهاز الأمن ستمنع ذلك – حتى أثبت الشباب المصري خطئي عندما خرج ملايين المواطنين إلى الشوارع في عام 2011، وفي الوقت الحاضر، وعلى الرغم من أن القبضة الحديدية أشد قسوة إلى حد كبير، فإن الدولة هشة أساساً والناس يتفاقمون إلى حد كبير، إن العنف هو الطريق الوحيد الذي تركته سلطات الانقلاب مفتوحاً أمام مواطنيها؛ حالة صممتها الدولة نفسها، والتي من شأنها أن تزيد من حدة الفوضى وتستنزف مواردنا أكثر”.
المصدر "الحرية والعدالة"
