أزمة سد النهضة تقترب من "الانفجار".. وإثيوبيا تراهن على "عجز السيسي"
السبت - 27 مارس 2021
تبدو إثيوبيا واثقة من عدم وجود قرار استراتيجي مصري بمنع إجراءات الملء الثاني، وأن الأمر لا يعدو أن يكون تصعيداً تفاوضياً عالي الصوت في مرحلة عض الأصابع الأخيرة.
يبدو هذا من تصريحات المسئولين الإثيوبيين في الأيام الأخيرة وكأنهم "يمسكون زلة على السيسي"، وخاصة أن اتفاقية إعلان المبادئ التي وقعها السيسي في مارس 2015 مع رئيس السودان السابق عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا السابق هايلي مريام ديسالين لم تعرض على الشعب المصري أو برلمان السيسي ولم تعرف بنودها التفصيلية حتى الآن.
وبحسب مقال للخارجية الإثيوبية نشرته أمس الجمعة المجلة الأسبوعية "ذا ويك إن ذا هورن" فقد أوضحت أنه على عكس جهود إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق متوازن ومربح للجانبين انخرطت مصر والسودان في تعطيل مستمر للمفاوضات الثلاثية.
وأشارت إلى أن هذا التعطيل يأتي من خلال إدخال أساليب جديدة للتفاوض جعلت دعم مؤسسات مثل الاتحاد الأفريقي غير مجد، بالإضافة إلى عرقلتهما للمفاوضات الثلاثية من خلال التغيب المتكرر وتغيير منصات التفاوض وتدويل المفاوضات دون داع لتسييسها.
وعن سبب تأرجح المفاوضات قالت الخارجية الإثيوبية إن سببه هو الافتقار للالتزام السياسي وعدم الرغبة الكافية من جانب السودان ومصر.
وأشارت إلى أن العائق الشامل يتمثل في محاولة مصر الحفاظ على المعاهدات الثنائية الاستعمارية حول استخدام مياه النيل بين مصر والسودان، والتي لم تكن إثيوبيا طرفا فيها.
وأضافت أن اتفاقية عام 1959 بين مصر والسودان لم تخصص أي حصة مائية لإثيوبيا، مصدر نهر النيل الأزرق، حسب تعبير المقال.
وأكدت على أن إعلان المبادئ الذي وقع في عام 2015 من قبل قادة الدول الثلاث هو الإطار القانوني الوحيد للمفاوضات الثلاثية الجارية حول السد، مضيفة: "ومع ذلك، فإن العلاقة بين قواعد سد النهضة والاستخدامات المستقبلية للمياه لمجرى نهر النيل لا تزال محل خلاف.
و لا يخفى على أحد أن الصراع حول مياه النيل بين مصر والسودان من ناحية وبين أثيوبيا من ناحية أخرى وصل إلى قرب الذروة أو كما يقولون بتعبير آخر إلى حد الانفجار.
وهناك العديد من السيناريوهات المحتملة والتي ترجح أن مصر ستملي إرادتها في موضوع سد النهضة في النهاية بالرغم من تصريحات رئيس وزراء أثيوبيا “أبي أحمد” بأن ملء السد الثاني سيتم كما هو محدد له في يوليو القادم وهو موعد فيضان نهر النيل.
السيناريو الأول هو الانتظار حتى تتم كارثة من وراء هذا الملء مثل جفاف وتصحر الكثير من أراضي مصر الزراعية أو انهيار السد وموت الملايين. وهذا السيناريو الافتراضي لن تسمح به لا مصر ولا السودان لأنه دمار لايمكن إصلاحه.
السيناريو الثاني هو محاولة مصر والسودان حشد المجتمع الدولي معهما كي يتم الضغط على أثيوبيا بشدة لمنع إحتمال الكارثة مع العمل في نفس الوقت على إبرام اتفاق يتم بموجبه مساعدة أثيوبيا في الحصول على الكهرباء من مصر أو من مصادر أخرى بسعر مناسب ومخفض حتى تتمكن أثيوبيا من ملء السد في فترة مناسبة لمصر بعد استيفاء المعايير الدولية لأمانه.
ويأتي السيناريو الثالث هنا وهو أخذ الأمر للمحاكم الدولية ولمجلس الأمن لمنع الملء حتى يتم الحسم في الأمر دولياً – وهذا أحد الاحتمالات الممكنة.
أما السيناريو الأخير لهذا الصراع فهو اضطرار مصر للتدخل العسكري لمنع عملية الملء الثاني والتي قد تتسبب في دمار لايمكن إصلاحه، ولكن من الواضح أن مصر تسدد فاتورة ما وأن السيسي لا يمكن أن يقدم على خطوة كهذه أبدا.
